السيدة أم كلثوم بنت علي رضي الله عنها .
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
السيدة أم كلثوم بنت علي رضي الله عنها .
نشأتها في بيت النبوة :
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب الهاشمية ، شقيقة الحسن والحسين ، ولدت في حياة جدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في حدود سنة ست من الهجرة ، وقد سماها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأم كلثوم ، وقد رأتِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم تروِ عنه شيئا .
نشأت السيدة أم كلثوم رضي الله عنها في في البيت الذي أذهب الله عنه الرجس ، وطهره تطهيرا ، نشأت أم كلثوم ونعمت بأكرم أم في الدنيا فأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيدة نساء العالمين ، وقد صنعت أم كلثوم على عيني والديها ، وكان جدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحوطها برعايته وحبه .
ولما بلغت أم كلثوم أشدها كانت من أفصح بنات قريش ، وكيف لا وقد غذيت البلاغة في البيت النبوي القرشي ؟ فأكرم به من بيت .
زواجها من أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
أحب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه – وهو أمير المؤمنين- أن يصل نسبه وسببه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بزواجه من أم كلثوم ابنة علي وفاطمة –رضي الله عنهما - .
وانطلق عمر فأتى عليا ، وخطب إليه ابنته أم كلثوم وكلمه في أمرها – وكانت ما تزال صبية دون البلوغ –فقال علي-رضي الله عنه-: إنما حبست بناتي على بني جعفر- أولاد أخيه-.
فقال سيدنا عمر رضي الله عنه : زوجنيها يا علي فو الله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد – أي أعدّ - . فقال سيدنا علي : قد فعلت .
ثم غدا الإمام علي كرم الله وجهه على بيته وأمر ببرد فطواه ، وقال لأم كلثوم : انطلقي بهذا لأمير المؤمنين فقولي له : أرسلني أبي ، وهو يقرئك ال ويقول : إن رضيت البرد فأمسكه ، وإن سخطته فرده .
فلما أتت سيدنا عمر رضي الله عنه قال : وفي أباكِ قد رضينا .
فرجعت أم كلثوم إلى أبيها فقالت : ما نشر البرد ولا نظر إلا إليّ . فزوجها إياه .
وعاشت السيدة أم كلثوم مع سيدنا عمر –رضي الله عنهما- ، فكانت خير زوجة وخير أم ، وتألقت بأعمالها الرائعة وصفاتها الكريمة مما جعلها تحيا في قاموس الخالدات للأبد .
من مواقفها(مساعدتها للمحتاجين) :
إذا كان سيدنا عمر رضي الله عنه يقضي حوائج المسلمين بنفسه ، فإن زوجه السيدة أم كلثوم بنت علي – رضي الله عنها- لم تكن أقل منه رتبة في هذا الشأن ، فقد كانت تشد أزره في الخيرات ، وتشركه في تخفيف الألم عن الناس ، وكيف لا ؟ وهي سليلة بيت النبوة الطاهر؟! وزوج التقي عمر ؟ فقد كانت كلما رفعت راية الخير تلقتها أم كلثوم باليمين لتفوز بالأجر والثواب .
ففي ذات ليلة ، كان عمر في جولة من جولاته يعسٌ بالمدينة ال ، والناس نيام ليطمئن على رعيته ، ويبلو أخبارهم ، ويتعرف أحوالهم ، ويقضي حاجاتهم .
ومر سيدنا عمر رضي الله عنه بظاهر المدينة ، فإذا هو بيت شعر يلوح وسط الظلام لم يكن في الليلة الفائتة ، فدنا منه فسمع أنين امرأة ينبعث من داخل الخيمة ، ورأى رجلا قاعدا ، فاقترب منه وسلم عليه ، وسأله : من الرجل ؟ .
قال : رجل من أهل البادية جئت إلى أمير المؤمنين أصيب من فضله .
فقال عمر رضي الله عنه : ما هذا الصوت الذي أسمعه داخل الخيمة ؟.
فقال : انطلق يا هذا –رحمك الله- لحاجتك .
قال عمر رضي الله عنه : عليّ ذاك ما هو ؟ .
قال الرجل :امرأتي جاءها المخاض .. وسأله عمر رضي الله عنه : هل عندها أحد ؟.
قال : لا ، فإنا هنا وحيدان غريبان .
وانطلق عمر مسرعا حتى أتى منزله ، وقال لامرأته أم كلثوم : هل لك في أجر ساقه الله إليك يا أك كلثوم ؟.
قالت : خيرا ، وما هو ؟.
قال : امرأة غريبة تمخض ، وليس عندها أحد .
فقالت : نعم ، إن شئت يا أمير المؤمنين ."هذه الإجابة تدل على كمال تربيتها وحسن نشأتها، كما تدل على حسن معاشرتها زوجها وطاعتها له ، وعدم الخروج عن رأيه ورغبته"
فقال : خذي معك ما يصلح المرأة لولادتها من الخرق والدهن ، وجيئيني ببرمة-قدر- وشحم ودقيق وحبوب .
فجاءت به فقال لها : انطلقي واتبعيني .
وحمل سيدنا عمر على ظهره البرمة(القدر) والدقيق والسمن ، وحملت أم كلثوم حوائجها ومشت خلفه حتى انتهى إلى الخيمة فقال لها : ادخلي على المرأة .
أما أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، فجاء حتى قعد إلى الرجل وجهز القدر ، وقال للرجل : أوقد لي نارا ، ففعل ، وأوقد تحت القدر وجعل يصلح الطعام حتى نضج .
وما هي إلا سويعة حتى ولدت المرأة ، وانبعث بكاء الوليد من داخل الخيمة ، فخرجت أم كلثوم وقالت : يا أمير المؤمنين بشّر صاحبك بغلام .
فلما سمع الرجل بأمير المؤمنين دهش واسستعظم ذلك ، وجعل يتنحى عنه على استحياء ، وأخذ يعتذر إلى عمر ، فقال له : مكانك يا هذا كما أنت ، لا بأس عليك . ثم حمل القدر فوضعه على باب الخيمة ، ونادى أم كلثوم قائلا : خذي القدر وأطعمي صاحبتك .
وبعد أن فرغت من طعامها ، جعلت القدر أمام باب الخيمة ، فقام عمر فأخذها فوضعها بين يدي الرجل وقال له : كل يا أخي فإنك قد سهرت من الليل ، وتعبت ، فأكل الرجل .
ثم نادى عمر-رضي الله عنه- زوجته أم كلثوم وقال : اخرجي . ثم التفت إلى الرجل وقال : إذا كان غدا ، فائتنا نأمر لك بما يصلحك إن شاء الله تعالى . ففعل الرجل ، ووصله عمر وأعطاه ورده بما يصلحه إلى أهله ، فانقلب الرجل إلى أهله مسرورا .
وكان سرور أم كلثوم عظيما لهذا الأجر الذي ساقه الله إليها ، لأنها كانت السبب في إدخال السعادة إلى قلب امرأة غريبة فاجأها المخاض في ساعة لا يعلم بحالها أحد إلا الله تعالى ، وتابعت أم كلثوم حياتها المعطاء مع عمر رضي الله عنهما إلى أن استشهد سيدنا عمر رضي الله عنه .
من مواقفها المؤثرة :
لما كانت الليلة التي أصيب فيها سيدنا علي بن أبي طالب –كرم الله وجهه- ، أتاه مؤذنه عامر بن النباح حين طلع الفجر يؤذنه بالصلاة ، فقام يمشي ، فلما بلغ الباب الصغير ، شد عليه عبد الرحمن بن ملجم فضربه ، فخرجت أم كلثوم فجعلت تقول : ما لي ولصلاة الصبح ، قتل زوجي عمر صلاة الغداة ، وقتل أبي صلاة الغداة .
وأدخل ابن ملجم على سيدنا علي-كرم الله وجهه- ، فقالت له أم كلثوم : أقتلت يا عدو الله أمير المؤمنين ؟ قال : لم أقتل إلا أباك . فقالت : والله إني لأرجو أن لا يكون على أمير المؤمنين بأس . قال : فلم تبكين إذا ، والله قد سممت السيف شهرا ، فإن أخلفني الله فأبعده الله وأسحقه ، ولو كانت الضربة على جميع أهل المصر ما بقي منهم أحد .
وتوفي الإمام علي من أثر الضربة المسمومة ، وبكته ابنته أم كلثوم بكاء شديدا ، وكذلك زوجته أمامة بنت أبي العاص رضي الله عنهم ، وقد كانت هاتان المرأتان من أشد الناس حزنا عليه .
وللسيدة أم كلثوم رضي الله عنها مواقف تشير إلى أنها
أفصح نساء قريش ، وأبينهن كلاما ، وأخطبهن إذا ما ألم حدث ، أو نزلت نازلة ، وكانت تفحم خصومها بالحجة والبرهان ، كأنما الفصاحة انقادت لها انقياد الطفل لأمه ، وذللت لها قطوف البيان حتى كأنها تتكلم وتختار ما تشاء من الكلام ، دون تكلف أو عناء ، ومثال ذلك خطبتها الشهيرة في أهل الكوفة ، لما قتل أخوها الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما .
أم كلثوم وابنها زيد بن عمر :
توفي زيد شابا ، وسبب وفاته أن فتنة وقعت في بني عدي ليلا فخرج زيد ليصلح ذات بينهم ، فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه ، وخرجت أمه وهي تقول : يا ويلاه ، ما لقيت من صلاة الغداة(الصبح) ، وذلك أن أباها وزوجها وابنها قتل كل واحد منهم في صلامة الغداة ثم وقعت عليه فقُبضت هي وابنها في ساعة واحدة .
وحضر جنازيتهما الحسن والحسين وعبدالله بن عمر –رضي الله عنهم أجمعين- ، فقال ابن عمر للحسن : تقدم فصلّ على أختك وابن أختك ، فقال الحسن لابن عمر : بل تقدم فصلّ على أمك وأخيك .
فقتدم ابن عمر رضي الله عنهما فجعل زيدا مما يليه ، وأم كلثوم وراءه ، فصلى عليهما وكبر أربعا ، وخلفه الحسن والحسين رضي الله عنهم .
ستظل السيدة أم كلثوم قدوة للنساء الفاضلات على مدى الأيام والأعوام .
وقبل أن نودع سيرتها المعطار ، تعالوا نذكر لها هذه الفضيلة ، وهي المرأة القرشية التي شهد أبوها وجدها وزوجها بدرا .
فجدها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وأبوها الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .
وزوجها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وكلهم شهدوا بدرا . وهذه منقبة لم تتوفر لإمرأة ققرشية غيرها ، فرضي الله عنها وأرضاها .
وجعلنا الله ممن يسيرون على دربهم ويقتفون أثرهم حتى يتوفنا على كمال الإقتداء والمتابعة والمحبة لهم . آمين اللهم آمين .
السيدة أم كلثوم بنت علي .
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب الهاشمية ، شقيقة الحسن والحسين ، ولدت في حياة جدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في حدود سنة ست من الهجرة ، وقد سماها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأم كلثوم ، وقد رأتِ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم تروِ عنه شيئا .
نشأت السيدة أم كلثوم رضي الله عنها في في البيت الذي أذهب الله عنه الرجس ، وطهره تطهيرا ، نشأت أم كلثوم ونعمت بأكرم أم في الدنيا فأمها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيدة نساء العالمين ، وقد صنعت أم كلثوم على عيني والديها ، وكان جدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحوطها برعايته وحبه .
ولما بلغت أم كلثوم أشدها كانت من أفصح بنات قريش ، وكيف لا وقد غذيت البلاغة في البيت النبوي القرشي ؟ فأكرم به من بيت .
زواجها من أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
أحب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه – وهو أمير المؤمنين- أن يصل نسبه وسببه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بزواجه من أم كلثوم ابنة علي وفاطمة –رضي الله عنهما - .
وانطلق عمر فأتى عليا ، وخطب إليه ابنته أم كلثوم وكلمه في أمرها – وكانت ما تزال صبية دون البلوغ –فقال علي-رضي الله عنه-: إنما حبست بناتي على بني جعفر- أولاد أخيه-.
فقال سيدنا عمر رضي الله عنه : زوجنيها يا علي فو الله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما أرصد – أي أعدّ - . فقال سيدنا علي : قد فعلت .
ثم غدا الإمام علي كرم الله وجهه على بيته وأمر ببرد فطواه ، وقال لأم كلثوم : انطلقي بهذا لأمير المؤمنين فقولي له : أرسلني أبي ، وهو يقرئك ال ويقول : إن رضيت البرد فأمسكه ، وإن سخطته فرده .
فلما أتت سيدنا عمر رضي الله عنه قال : وفي أباكِ قد رضينا .
فرجعت أم كلثوم إلى أبيها فقالت : ما نشر البرد ولا نظر إلا إليّ . فزوجها إياه .
وعاشت السيدة أم كلثوم مع سيدنا عمر –رضي الله عنهما- ، فكانت خير زوجة وخير أم ، وتألقت بأعمالها الرائعة وصفاتها الكريمة مما جعلها تحيا في قاموس الخالدات للأبد .
من مواقفها(مساعدتها للمحتاجين) :
إذا كان سيدنا عمر رضي الله عنه يقضي حوائج المسلمين بنفسه ، فإن زوجه السيدة أم كلثوم بنت علي – رضي الله عنها- لم تكن أقل منه رتبة في هذا الشأن ، فقد كانت تشد أزره في الخيرات ، وتشركه في تخفيف الألم عن الناس ، وكيف لا ؟ وهي سليلة بيت النبوة الطاهر؟! وزوج التقي عمر ؟ فقد كانت كلما رفعت راية الخير تلقتها أم كلثوم باليمين لتفوز بالأجر والثواب .
ففي ذات ليلة ، كان عمر في جولة من جولاته يعسٌ بالمدينة ال ، والناس نيام ليطمئن على رعيته ، ويبلو أخبارهم ، ويتعرف أحوالهم ، ويقضي حاجاتهم .
ومر سيدنا عمر رضي الله عنه بظاهر المدينة ، فإذا هو بيت شعر يلوح وسط الظلام لم يكن في الليلة الفائتة ، فدنا منه فسمع أنين امرأة ينبعث من داخل الخيمة ، ورأى رجلا قاعدا ، فاقترب منه وسلم عليه ، وسأله : من الرجل ؟ .
قال : رجل من أهل البادية جئت إلى أمير المؤمنين أصيب من فضله .
فقال عمر رضي الله عنه : ما هذا الصوت الذي أسمعه داخل الخيمة ؟.
فقال : انطلق يا هذا –رحمك الله- لحاجتك .
قال عمر رضي الله عنه : عليّ ذاك ما هو ؟ .
قال الرجل :امرأتي جاءها المخاض .. وسأله عمر رضي الله عنه : هل عندها أحد ؟.
قال : لا ، فإنا هنا وحيدان غريبان .
وانطلق عمر مسرعا حتى أتى منزله ، وقال لامرأته أم كلثوم : هل لك في أجر ساقه الله إليك يا أك كلثوم ؟.
قالت : خيرا ، وما هو ؟.
قال : امرأة غريبة تمخض ، وليس عندها أحد .
فقالت : نعم ، إن شئت يا أمير المؤمنين ."هذه الإجابة تدل على كمال تربيتها وحسن نشأتها، كما تدل على حسن معاشرتها زوجها وطاعتها له ، وعدم الخروج عن رأيه ورغبته"
فقال : خذي معك ما يصلح المرأة لولادتها من الخرق والدهن ، وجيئيني ببرمة-قدر- وشحم ودقيق وحبوب .
فجاءت به فقال لها : انطلقي واتبعيني .
وحمل سيدنا عمر على ظهره البرمة(القدر) والدقيق والسمن ، وحملت أم كلثوم حوائجها ومشت خلفه حتى انتهى إلى الخيمة فقال لها : ادخلي على المرأة .
أما أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، فجاء حتى قعد إلى الرجل وجهز القدر ، وقال للرجل : أوقد لي نارا ، ففعل ، وأوقد تحت القدر وجعل يصلح الطعام حتى نضج .
وما هي إلا سويعة حتى ولدت المرأة ، وانبعث بكاء الوليد من داخل الخيمة ، فخرجت أم كلثوم وقالت : يا أمير المؤمنين بشّر صاحبك بغلام .
فلما سمع الرجل بأمير المؤمنين دهش واسستعظم ذلك ، وجعل يتنحى عنه على استحياء ، وأخذ يعتذر إلى عمر ، فقال له : مكانك يا هذا كما أنت ، لا بأس عليك . ثم حمل القدر فوضعه على باب الخيمة ، ونادى أم كلثوم قائلا : خذي القدر وأطعمي صاحبتك .
وبعد أن فرغت من طعامها ، جعلت القدر أمام باب الخيمة ، فقام عمر فأخذها فوضعها بين يدي الرجل وقال له : كل يا أخي فإنك قد سهرت من الليل ، وتعبت ، فأكل الرجل .
ثم نادى عمر-رضي الله عنه- زوجته أم كلثوم وقال : اخرجي . ثم التفت إلى الرجل وقال : إذا كان غدا ، فائتنا نأمر لك بما يصلحك إن شاء الله تعالى . ففعل الرجل ، ووصله عمر وأعطاه ورده بما يصلحه إلى أهله ، فانقلب الرجل إلى أهله مسرورا .
وكان سرور أم كلثوم عظيما لهذا الأجر الذي ساقه الله إليها ، لأنها كانت السبب في إدخال السعادة إلى قلب امرأة غريبة فاجأها المخاض في ساعة لا يعلم بحالها أحد إلا الله تعالى ، وتابعت أم كلثوم حياتها المعطاء مع عمر رضي الله عنهما إلى أن استشهد سيدنا عمر رضي الله عنه .
من مواقفها المؤثرة :
لما كانت الليلة التي أصيب فيها سيدنا علي بن أبي طالب –كرم الله وجهه- ، أتاه مؤذنه عامر بن النباح حين طلع الفجر يؤذنه بالصلاة ، فقام يمشي ، فلما بلغ الباب الصغير ، شد عليه عبد الرحمن بن ملجم فضربه ، فخرجت أم كلثوم فجعلت تقول : ما لي ولصلاة الصبح ، قتل زوجي عمر صلاة الغداة ، وقتل أبي صلاة الغداة .
وأدخل ابن ملجم على سيدنا علي-كرم الله وجهه- ، فقالت له أم كلثوم : أقتلت يا عدو الله أمير المؤمنين ؟ قال : لم أقتل إلا أباك . فقالت : والله إني لأرجو أن لا يكون على أمير المؤمنين بأس . قال : فلم تبكين إذا ، والله قد سممت السيف شهرا ، فإن أخلفني الله فأبعده الله وأسحقه ، ولو كانت الضربة على جميع أهل المصر ما بقي منهم أحد .
وتوفي الإمام علي من أثر الضربة المسمومة ، وبكته ابنته أم كلثوم بكاء شديدا ، وكذلك زوجته أمامة بنت أبي العاص رضي الله عنهم ، وقد كانت هاتان المرأتان من أشد الناس حزنا عليه .
وللسيدة أم كلثوم رضي الله عنها مواقف تشير إلى أنها
أفصح نساء قريش ، وأبينهن كلاما ، وأخطبهن إذا ما ألم حدث ، أو نزلت نازلة ، وكانت تفحم خصومها بالحجة والبرهان ، كأنما الفصاحة انقادت لها انقياد الطفل لأمه ، وذللت لها قطوف البيان حتى كأنها تتكلم وتختار ما تشاء من الكلام ، دون تكلف أو عناء ، ومثال ذلك خطبتها الشهيرة في أهل الكوفة ، لما قتل أخوها الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما .
أم كلثوم وابنها زيد بن عمر :
توفي زيد شابا ، وسبب وفاته أن فتنة وقعت في بني عدي ليلا فخرج زيد ليصلح ذات بينهم ، فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه ، وخرجت أمه وهي تقول : يا ويلاه ، ما لقيت من صلاة الغداة(الصبح) ، وذلك أن أباها وزوجها وابنها قتل كل واحد منهم في صلامة الغداة ثم وقعت عليه فقُبضت هي وابنها في ساعة واحدة .
وحضر جنازيتهما الحسن والحسين وعبدالله بن عمر –رضي الله عنهم أجمعين- ، فقال ابن عمر للحسن : تقدم فصلّ على أختك وابن أختك ، فقال الحسن لابن عمر : بل تقدم فصلّ على أمك وأخيك .
فقتدم ابن عمر رضي الله عنهما فجعل زيدا مما يليه ، وأم كلثوم وراءه ، فصلى عليهما وكبر أربعا ، وخلفه الحسن والحسين رضي الله عنهم .
ستظل السيدة أم كلثوم قدوة للنساء الفاضلات على مدى الأيام والأعوام .
وقبل أن نودع سيرتها المعطار ، تعالوا نذكر لها هذه الفضيلة ، وهي المرأة القرشية التي شهد أبوها وجدها وزوجها بدرا .
فجدها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وأبوها الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .
وزوجها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وكلهم شهدوا بدرا . وهذه منقبة لم تتوفر لإمرأة ققرشية غيرها ، فرضي الله عنها وأرضاها .
وجعلنا الله ممن يسيرون على دربهم ويقتفون أثرهم حتى يتوفنا على كمال الإقتداء والمتابعة والمحبة لهم . آمين اللهم آمين .
السيدة أم كلثوم بنت علي .
زهرة النرجس- عضو فعال
-
الجنس :
الدولة : الاردن
مشآركآتي : 603
العمل/الترفيه : اشغال يدويه
المزاج : ممتاز
الأوسمة :
ليت حزني مجرد كلمة- عضو جديد
-
الجنس :
الدولة : فلسطين
مشآركآتي : 7
العمل/الترفيه : عادي
المزاج : عادي
مواضيع مماثلة
» بنات الرسول صلى الله عليه وسلم زينب الكبرى رضى الله عنها
» السيده عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها
» السيدة سودة بنت زمعة
» من صلي علي مرة صلي الله عليه عشرة
» الشفاء بنت عبد الله
» السيده عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها
» السيدة سودة بنت زمعة
» من صلي علي مرة صلي الله عليه عشرة
» الشفاء بنت عبد الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى